أَهُزُّ بِالشِعرِ أَقواماً ذَوي وَسَنٍ
في الجَهلِ لَو ضُرِبوا بِالسَيفِ ما شَعَروا
<<البحتري>>
((الغناء بقية خواطر النفس التي عجز عن إبرازها اللسان، فأبرزتها الألحان فهو أفصح الناطقين لساناً، و أوسعهم بياناً، وأسرعهم نفاذاً إلى القلوب وامتزاجاً بالنفوس، واستيلاء العقول ، وأخذاً بمجامع الأفئدة .))
"النظرات" للمنفلوطي
.. والشعر الجيّد لا يحتاج إلى الكثير من الزينة أو التلميع حتى يعلق في القلب ، وأرى أن الألحان لا تضيف شيئاً "للجيّد" من القصائد بل قد تسيء إليها ، وهذا ما جرى للذائقة الشعرية ، إذ اعتادت الأذن سماع الشعر ممتزجاً بـ(نغمٍ موسيقيّ) وبواسطة صوت جميل ؛ ففقدت الأذن حساسيتها للشعر مجرداً كما كُتب ، فانقطع الاتصال عن القلب ، فلم يعد مقياس : "إن الشعر لم يهززك عند سماعه ليس بشعر" ، صالحاً هذه الأيام !
الحديث هنا عن عامة الناس ، الذين فقدوا إحساسهم بجمال الكلمة فإن استمع لها أحدهم ملحنةً اهتز (رأسه) طربا لها، فتجاوب القلب وبقية الأعضاء تلبيةً لنداء مركز التحكم ، وإن جاءته مجردة نقيّة لم تحرك فيه ساكناً !
الغناء صوت و موسيقى بداية ووسطاً ونهاية، وما الكلمة فيه إلا عنصرٌ غير ذي أهمية "كبيرة" ، و لا أعني هنا الإشارة لتدهور الكلمة في الأغاني الحالية، لكن المقصود هو قلّة و ربما انعدام تذوق الشعر عند عامة الناس -وربما بعض المثقفين - حتى فقدوا الإحساس بالكلمة فما عادوا يشعرون بقيمة الجيّد منها إلا ملحناً ، أما ما وصل إليه الشعر المُغنى فهو نتيجة حتمية لتدخل النغم وتطاوله على السيّد الشعر ووضعه في غير مكانه فأُمرض الشعر ولم يرتقي الغناء!
لا تشنقوا الشعر بالأوتار الموسيقية..!
الاخوه الصادقه :
مثلها كمثل .. اليد و العين ..
اذا تأذت اليد بكت العين ..
واذا دمعت العين مسحتها اليد..
*****
لكم اجمل تحياتي