وما ابلغ الصمت حين يتكلم ..
تعلمت من الصمت أن أقول ما لم استطيع قوله..وتعلمت منه أن أوصل ما لم استطيع إيصاله..
أوليس الصمت رسالة قلب ..وجواب معاتب ..ونداء محب ..وتأمل روح
ولا عجب إن تكلم الصمت بما أريد لأنه يتقن الحديث في وقت قد لا تتقن الكلمات ذلك..
وتكلم الصمت..فخرجت همساته صادقة الشعور واضحة الرؤى لا يقراها إلا من رافق الصمت فأحب رفقته..
واعلم أن حولي وحولك قلوب جعلت الصمت متحدثها الرسمي تتكلم به وتجيب معه فهو الوسيلة الآمنة لتصل به المشاعر إلى شاطئ الأمان من غير أن تجرح أو أن تعود مكسورة الجناح..
ويزيد إيماني بان الصمت تأمل ..فهل من بين محيطك من تجده اتخذ الصمت وسيلة ليرسل إليك من خلاله شيئا ما قد لا يفصح عنه لك..
وأوقن أيضا أن الصمت قد يكون عتاب وقد يكون خلوة وقد يكون حبا يخشى الإفصاح عن نفسه ولكن في كل الأحوال يبقى الصمت رسالة نقية السطور حروفها قد لا تكون مقروءة ولكن شعورها لابد أن يصل..
ومن المؤكد ..أن هناك من بين أصدقاءك من وجه لك رسالة من صمته حوت شيئا لم تقراه أنت فهل الفرصة سانحة للبحث في خفاياه هو ..بل ومن المؤكد أيضا أن هناك قلبا يهمه أمرك قد ألجمه الصمت أن يبوح بما في حناياه
فترك لك رسالة صمته تحمل لك الكثير والكثير فهل وصلتك الرسالة وأدركت ذلك..
وهل وجدت في صمت المحبين والمقربين حديثا قد تجنبته الافواه ليبقى لك رسالة تكلم الصمت فيها بما فيه الكفاية فربما يوما ما ستسمع همسات الصمت تلك ..
كثير من الوجوه ومئات من القسمات يحكي صمتها لنا أشياء كثيرة بحاجة فقط إلى قلب يحس بالآخرين لنفهما وندركها..
تعلمتن من الصمت انه ستار للقلب المكلوم ..وانه وسيلة للحزن الذي يأبى الضعف ..وهمسات الحب الذي يخاف الإفصاح ..ومتنفس الروح التي مازالت تبحث عن من يشعر بها ..
ولا زال الصمت يخفي الكثير والكثير من أسراره ولا زالت همساته الغير مسموعة تتطاير هنا وهناك ليأتي القلب الصياد فيلمحها ويقراها في حين ان الكثير والكثير من همساته تذهب أدراج الرياح حيث أنها تجاوزت المعنيين بالأمر
فلم يفهموها وبقيت بلا استجابة..
ويوما ما ستصادف قلبا ما قد يوجه صمته اليك ويعنيك أنت دون سواك فهل بادلته اهتماما وإنصاتا..
إذا هو الصمت إذا تكلم..همسة خالدة ورسالة صادقة الشعور ..ااخبرك بوحا صادقا ..إذا وجدت في حياتك من يمارس الصمت معك أنت فثق تماما انه يرغب في إيصال رسالة ما ما اضمنه لك أنها صادقة غاية الصدق
فقلبه هو من علمه صمته..
واعلم يقينا إن الصامتون هؤلاء هم قلوب سرها قد يبوح بها صمتها..
وربما يكون الصمت لديهم أقفال يغلقون بها مخازن القلوب المليئة بمشاعرهم التي تنتظر لحظة الإفراج..
هكذا الصمت كبيرا في عالم الصغار ..وصادقا في عالم التنميق ..
همسة السطر الأخير..في صمتهم معك رسالات لك ربما أنت أول من يقراها .:.