منتديات طريق الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات طريق الحب

مرحبا بك يا زائر في منتديات طريق الحب
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جنة الدنيا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
BROONO
<^(المشرف العام)^>
جنة الدنيا Stars13
BROONO


ذكر
عدد الرسائل : 907
العمر : 48
البلد : دمشق سورية
رقم العضوية : 2
تاريخ التسجيل : 23/06/2008

جنة الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: جنة الدنيا   جنة الدنيا Empty27/9/2008, 8:40 pm

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

جنة الدنيا

(إن في الدنيا جنة، من لم يدخلها؛ لم يدخل جنة الآخرة)


شيخ الإسلام ابن تيمية


عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (صليت مع النبي عليه افضل الصلاة و السلام ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه) [صححه الألباني].

الكثير من الناس يستدل بهذا الحديث اللطيف على قوة احتمال النبي عليه افضل الصلاة و السلام للقيام, وكلامهم لا يخلو من الصحة،

ولكن ألم تسأل نفسك أبدًا، كيف استطاع النبي عليه افضل الصلاة و السلام أن يحتمل كل هذا الوقت، ناصبًا قدميه، قائمًا, وقريبًا منه راكعًا, وقريبًا منهما ساجدًا، واضعًا جبهته الشريفة على الأرض, ولا يظهر عليه أي بوادر للألم أو الشكوى؟!
ووقفته عليه الصلاة و السلام ليست وقفة رجل يتألم؛ ولكنه يجاهد نفسه ويضغط عليها, كلا ولكنك تستشعر من قول حذيفة رضي الله عنه: (يقرأ مترسلًا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ)؛ أن النبي عليه الصلاة و السلام يستلذ هذه الوقفة، ولا يشعر فيها بأي ألم.

ويأتيك الجواب فورًا حين تنكشف لك حقيقة لذة الطاعة وحلاوة الإيمان.

نعم أخي الحبيب، لذة للطاعة تشعر بها في قلبك، وحلاوة للإيمان تذوقها نفسك، وتدفعك دفعًا لعشق الطاعة والحسنات، وبغض المعاصي والسيئات.

إنها جنة الدنيا، كما سماها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, إنها الجنة التي لما دخلها الداراني قال: (إنه لتأتي على القلب أوقات يرقص فيها طربًا من ذكر الله؛ فأقول: لو أن أهل الجنة في مثل هذا؛ إنهم لفي عيش طيب).

إنها الجنة التي تُنسي صاحبها هموم الحياة ومشاقها، بل تنسيه تعب العبادة ونصبها، وكلل الأبدان وملالها، ولقد بلغت لذة العبادة وحلاوتها ببعض ذائقيها أن قال من شدة سروره: (لو يعلم الملوك، وأبناء الملوك ما نحن فيه ـ يعني من النعيم ـ؛ لجالدونا عليه بالسيوف).

إنها الجنة التي من حُرِم من دخولها؛ صار مسكينًا ولو امتلك كنوز الدنيا، كما قال أحد ساكنيها: (مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، قيل: وما أطيب ما فيها؟ قال: محبة الله، ومعرفته، وذكره).

إنها لذة الطاعة، وحلاوة المناجاة، وأنس الخلوة بالله، وسعادة العيش في مرضاة الله؛ حيث يجد العبد في نفسه سكينة، وفي قلبه طمأنينة، وفي روحه خفة وسعادة، مما يورثه لذة لا يساويها شيء من لذائذ الحياة ومتعها، فتفيض على النفوس والقلوب محبة للعبادة وفرحًا بها، وطربًا لها، لا تزال تزداد حتى تملأ شغاف القلب؛ فلا يرى العبد قرة عينه وراحة نفسه وقلبه إلا فيها، كما قال سيد المتعبدين صلى الله عليه وسلم: ((حُبب إليَّ من دنياكم الطيب، والنساء، وجُعلت قرة عيني في الصلاة)) [صححه الألباني]؛ أي منتهى سعادته صلى الله عليه وسلم وغاية لذته في تلك العبادة التي يجد فيها راحة النفس، واطمئنان القلب، فيفزع إليها إذا حزبه أمر، أو أصابه ضيق، أو أرهقه عمل، وينادي على بلال: ((أرحنا بها.. أرحنا بها)) [صححه الألباني].

يقول الحافظ ابن رجب رحمه الله: (الإيمان له حلاوة وطعم يُذاق بالقلوب، كما يُذاق حلاوة الطعام والشراب بالفم، فإن الإيمان هو غذاء القلوب وقوتها، كما أن الطعام والشراب غذاء الأبدان وقوتها).

إنها الجنة التي ندعوك لدخولها أخي الحبيب في العشر الأواخر من رمضان.

إنها مرحلة حياة القلب، وعودته إلى فطرته التي فطره الله عليها، رقيقًا لينًا، يتذوق الآيات، ويتأثر بالموعظة، ويرق لأحوال المساكين والفقراء، يقشعر من ذكر الله عز وجل، ثم يلين بعد ذلك إليه: ((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ)) [الزمر:23].

إنها المرحلة التي إن ذقتها أخي الحبيب؛ فلن تتمنى شيئًا بعدها من متاع الدنيا الزائل، ولتمنيت بعد ذلك أن تستمر عليها، ولو بذلت في ذلك الغالي والنفيس.

من ذاق طعم شراب القوم يدريه ومن دراه غدًا بالروح يشريه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://Zyel3asal.googlepages.com
 
جنة الدنيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طريق الحب :: قسم المنتديات المميزة :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: