أقسَمـتُ أن لا أستَطيـبَ سِـوَاكِ
فَرَمَيـتُ نفسي في بُحـورِ هَـواكِ
هِيَ نَظرَةٌ عَصَفتْ بِقَلـبٍ مُرهَـفٍ
ما كَـانَ أقسـى وَقعَهـا عَينَـاكِ
أَمَّلتِنـي، فَطَرَقـتُ بَابَـكِ راجِيـاً
أنْ تُـدرِكي كَـم أرتَجي لقيـاكِ
أن تَفهَمي أنَّ الصَّبـابَـةَ فـي دَمي
نَـزفٌ مِـنَ الإِسعـادِ و الإهْـلاكِ
أنْ تقتُليـنـي بالغَـرامِ وباللِّـقَـا
لا بـالنـَّوى والـصَّـدِّ والإربـاكِ
أن تـجعَلي مِني المسافِـرَ صاعِـداً
نَحـو المعـالـي أحتَمي بِـحِمـاكِ
أحضَـرتُ قلبـي بالمحبَّـةِ مُثـقَـلاً
لأُريحَـهُ فـي راحَتَيـكِ مَـلاكـي
وَسَعَيتُ نَحـوكِ كالبُـرَاقِ مُـحَمَّلاً
بِمَشاعِـرٍ تَعصـى عَلـى الإِدراكِ
أَحصَيتُ كُلَّ قُـوايَ ثم جَـمعتُـها
وأَتَيتُ أطلُـبُ رِفعَـتـي وَرِضـاكِ
حَـوراءُ هَـاكِ الحـبَّ إني عاشِـقٌ
جُودي عَلـيَّ بِمـا تَـجُـودُ رُؤاكِ
لا تَتركيني للضَّـيـاعِ يَـقـودُني
دُنـيـايَ دُونَـكِ ثَـرّةُ الأشـرَاكِ
لم تَسمَعـي شَغَفـي، كَأنكِ خِلتِنـي
ذِئـبـاً بِــزِيِّ مُتَـيَّـمٍ وَمَـلاكِ
لم تسمَعـي نَبـضَ الفُـؤادِ و حُبَّـهُ
لم تَرحَـمي ضَعفـي ولا إنهـاكـي
ألقَيـتِ قلبـي،ويـكـأنَّ مَحبَّتـي
تُدنـي عُــلاكِ لأسفَـلِ الأَدراك
وَ كَـأنَّ مَـن آوى الغَريبَ بِحُضنِهِ
يُـردي الحبيـبَ بِغـدرِهِ الفَتّـاكِ
لم أدرِ مـا ذنبي وأَبقَـيـتُ الهَـوى
وبَقِيـتُ أرقُـبُ سَاعَةَ استِـدْراكي
وَ جَهِلتُ كَيفَ أرى الحيـاةَ ولا أرى
فيـهـا مَسيـري يَستَظِـلُّ سمَـاكِ
فَأعَـدتُ قَلبـي مِن صَحارى غُربَتي
وَ أَزَلـتُ عَنـهُ غُبـارَهـا لِيَـراكِ
أَلبَستُـهُ حُلَـلَ التَّفـاؤُلِ و الرِّضى
وَ كَسَوتُـهُ بالشَّـوقِ وَالإضحَـاكِ
وَتَـركتُـهُ يَـروي مَـرارَةَ ما رأى
وَيَـقُـولُ في وَلَـهٍ ولَوعـةِ شَـاكِ
كَلِـفٌ أنـا والله يعلـمُ مَقصَـدي
مـا كُنـتُ أقصِدُ أنْ يُمَسَّ عُـلاكِ
خَلـي الـمُعَنَّـى للحَنانِ يَضُمُّـهُ
أَوَ مـا دَرَيـتِ بأننـي أهـواكِ؟!
أَسكتِّني واحْـمَـرَّ وَجهُكِ غاضِبـاً
وَقَذَفـتِ قَلبـي خَـارجَ الأَفـلاكِ
وَقَضيتِ حُكمَكِ أن أَشِح عَـن عالمي
وَدَعِ الذَّهَـابَ يُغيثُنـي بِفَـكـاكِ
لـم تُفهِمينـي بَعـدَ ذَلكَ غَلطَـتي
فَتَحَطَّمَـتْ سُفُنـي بِبَحـرِ لَظـاكِ
سافَرتُ عَنـكِ إلى القَصائدِ حَامِـلاً
حُـزنـاً يُزَلـزِلُ هَـدأةَ النُّسَّـاكِ
وَسَكنـتُ فيهـا كي أُحـرِّرَ خافِقي
مِمَّنْ أََباحـت بالصُّـدُودِ هَـلاكي
فَوَجدتُ طَيفكِ هائِجاً في خاطـري
وَعَلِمـتُ أني لَـنْ أُحِـبَّ سِـوَاكِ
أتعَبتِنـي، يَـا وَيحَ قَلبي كَم طَـوى
طُـرُقاً لِيَنسـى مَـا جَنَتـهُ يَـداكِ
كَـم بـاتَ يَمسَحُ بالتّجلُّـدِ دَمعَهُ
وَلَـكـم بِـأحـلامِ اللّقـاءِ رَآكِ
لَو أنَّ قَلبَـكِ لـم يُبِـح أسرارَنـا
لَظَلَـلْـتُ طولَ العُمرِ تَحـتَ لواكِ
وَلَكُنـتُ أعظَـمَ عَاشقٍ وَطِئ الثَّرى
ولمَــا أَحـبَّـتْ أَعيُـنـي إلاكِ
لكـنْ جَعَلـتِ مِن انـحِداري قِصَّةً
وَجَـعَلتِنـي مِثـلَ الحَصى بِثَـراكِ
أوهَمـتِ مَـن عَلِموا بِحُبـي أنّني
مُتَـنـازِلٌ عَـن عِـزَّتـي لِـجَناكِ
وتَركتِني مُلقىً عَلى كَـفِّ النَّـوى
مِزَقـاً تَشتَّـتَ شَملُهـا بِـرُبـاكِ
حتّـى أَتتـني بَعـدَ مَـوتي زَهـرَةٌ
نَـثَـرتْ شَذاهـا فاستَفَـزَّ حِراكي
أَلقـتْ عَليَّ حَنانَـهـا وَعَبِيـرَهـا
فَنَسِيـتُ حُبَّكِ تـارِكـاً نَعمَـاكِ
ما ذُقتُ مِن ذاكَ النَّعيمِ سِوى الأَسى
فَـدَعي الفُـؤادَ مُفـارِقاً ذِكـراكِ
أَبعـدتُ روحي عَنـكِ كي يرقى بهـا
حُـبٌّ بَعيـدٌ عَـن مَـدى مَـرآكِ
شَـيَّـدْتُ منهُ قَصائداً لن تَنمَحـي
لأعُـودَ حَـيَّـاً بَـعـدَها أنـعاكِ
أَحلـى خِـتـامٍ لاصـطِباري أنني
أَيقَنـتُ أنَّ الحـُبَّ مِن أمـلاكـي